منتديات أنبــــــــار ألحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أنبــــــــار ألحب

اهلا بكم في منتديات انبار الحب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شعر يغدادي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عمر البغدادي
مشرف المنتدى الاسلامي
مشرف المنتدى الاسلامي



عدد الرسائل : 90
تاريخ التسجيل : 01/02/2008

شعر يغدادي Empty
مُساهمةموضوع: شعر يغدادي   شعر يغدادي Emptyالثلاثاء أبريل 08, 2008 4:56 am

كيف تعجنُ بغداد أحزانها
في الميادين/في كل حي و في كل بيت
و تزاوج بين الرغيف وأحلامها والسهر
لو ترصدتها...
لصنعت من الليل قيثارة وغنيتها
و تمثلت فيها هواك
و مهديك المنتظر .
أدونيس

منذ أن أختارها المنصور ــ القرن الثاني الهجري ــ واحة رائعة على جانبي نهر دجلة الخالد ، عاهدت هذه المدينة هذا النهر الجميل والكريم على أن تخلد بخلوده وأن تمتد في أعماق التاريخ ، منذ أن أرتفعت منارة ساحقة للعلم والعلماء ومنذ غدت حاضرة مزدهرة لأهلها الذين انزلوها منزلة القلب من الضلوع ، فهي المدينة الوحيدة التي تحمي فرحها من خلال مداراة اوجاعها المزمنة عبر التاريخ ، تلك هي مدينة بغداد ... مدينة أستعصت على الزمن وعلى الفاتحين والطامعين ، هناك الكثير من الرحالة العرب الذين زاروا بغداد وأفردوا لها فصلاً في رحلاتهم ، منهم على سبيل المثال ابن جبير الذي قال فيها : (هي بين شرقها وغربها كالمرأة المجلوة بين صفحتين أو كالعقد المنتظم بين لبتين فهي تَردُها ولا تظمأ وتتطلع منا في مرآة صقيلة لا تصدأ والحسن بين هوائها ومائها ينشأ ) ، أما أبن بطوطة فيقول فيها في رحلته عن هذه المدينة الخالدة حسناً وبهاء : (مدينة السلام وحضرة الاسلام ذات القدر الشريف والفضل المنيف ، مثوى الخلفاء ومقر العلماء وقد نظم الناس في مدحها وذكر محاسنها فأطنبوا ووجدوا مكان القول ذا سعة فأطالوا وأطابوا ، وفيها قال القاضي أبو محمد عبدالوهاب البغداد :

طيب الهواء ببغداد يشوقني
قرباً أليها وإنْ عاقت مقاديري
و كيف أرحل عنها اليوم اذ جمعت
طيب الهواءين ، ممدود ٍ ومقصور ِ

و هناك بعض الاستشهادات الشعرية للرحالة إبن بطوطة في مدينة بغداد حيث أقام فيها مدة طويلة خلال رحلته إليها وهنا نورد بعض الابيات الشعرية التي كان يستشهد فيها دائماً بمناسبة أو من دون مناسبة وهي للشاعر نفسه حيث يقول :

سلام على بغداد في كل موطن
و حق لها معنى السلام المضاعف ُ
فوالله ما فارقتها عن قلىً لها
وإني بشطيْ جانبيها لعارف ُ
و لكنها ضاقت عليّ برحبها
و لم تكن الاقدار فيها تساعف ُ

يبدو لي من خلال هذه الابيات أن الشاعر بالرغم من عشقه الكبير والشديد لبغداد وافتتانه بها إلى أقصى حالات الافتنان قد صادف ظروفاً عصية وقاسية حملته على مغادرة هذه المدينة ولكنه في الوقت نفسه ظل الوفي لها رغم قسوة الظرف كما ذكرت والذي دفعه للاغتراب عنها ، ولكنه اغتراب العاشق الذي يشتد به الوجد وهو على البعد أكثر من اشتداه وهو على القرب كما أنني على يقين من أن الشاعر قد أدرك جوهر الحالة التي يحس بها والتي قادته إلى التعبير بمنتهى الجمال عما كان يختلج بنفسه من أحاسيس وهناك بعض الصور الرافلة بالألق والحسن تتغزل وتتحسر على بغداد التي تؤكد ما ذهبنا اليه من تفسير والابيات التالية التي لم ينسبها ابن بطوطة لشاعر بعينه إنما درجها كشاهد شعري يتحدث عن فتنة بغداد وجمالها :

آهاً على بغدادها وعراقها
و ظبائها والسحر في أحداقها
و مجالها عند الاصيل بأوجه
تبدو اهلتها على اطواقها
و متبخرات في النعيم كأنما
خلق الهوى العذري من أخلاقها
نفسي الفداء لها فأي محاسن
في الدهر تشرق من سنا اشراقها

و هنا لو تأملنا ملياً في هذه الابيات أعلاه لرأينا مدى الاسى وفداحة الألم اللذين غمرا الشاعر نتيجة فراقه بغداد ولكن ابن زريق البغدادي هو الآخر علامة بارزة لاحزان المتغرب المفارق لهذه المدينة البهية التي ثبت ذكرها في خلد أي من وافديها والمستظلين بنعيمها ويكفي هنا أن نذكر ابن زريق البغدادي الذي لم يكتب سوى قصيدة واحدة في حياته في بغداد اثر فراقه لها حتى عد من (شعراء الواحدة) وهم الشعراء الذين لم يكتبوا أو لم يشتهروا سوى بقصيدة واحدة حتى أن الكثير من المراجع والمصادر التي تتبعت سيرة هذا الشاعر الموله بمدينة بغداد أجمعت على أن المتأمل في قصيدة ابن زريق البغدادي لابد له من أن يكتشف على الفور رقة التعبيرفيها وصدق العاطفة وحرارة التجربة فهي تنم عن أصالة شاعر مطبوع له لغته الشعرية المتفردة وخياله الشعري الوثاب وصياغته البليغة المرهفة ونفسه الشعري الممتد و الغريب بالامر من أن هذه المصادر المختلفة تضيف أيضاً من أن لا يكون لابن زريق غير هذه القصيدة وهكذا استحق هذا الشاعر فضل البقاء في ذاكرة الشعر العربي كله بقصيدة واحدة ، وبالمقابل ما أكثر الشعراء الذين لاتعيهم الذاكرة بالرغم من أنهم سودوا مئات الصفحات وتركوا عشرات الدواوين وزحموا الدواوين والمكتبات بكتاباتهم الشعرية . وفي كل الحالات تظل هذه القصيدة ماثلة أمامنا بوصفها المصدر الانبل والارقى للتعبير المتحول لتجربة الشاعر المختزن لهذا القدر الهائل من مبررات عشقه لهذه المدينة ، يستهل الشاعر ابن زريق البغدادي قصيدته هذه بمخاطبة زوجته ويناشدها الا تعذله أو تلومه فقد اثر فيه اللوم وآذاه و أضَر به بدلاً من أن يخفف من لوعته فهو القائل :

لا تعذليه فان العذل يولعه
قد قلت حقاً و لكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حداً أضر به
من حيث قدرت ان اللوم ينفعه
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً
من عذله فهو مضنى القلب موجعه
يكفيه من لوعة التشتيت ان له
من النوى كل يوم ما يروعه
ما آب من سفر الا وأزعجه
رأي الى سفر بالعزم يزمعه
كأنما هو في حل ومرتحل
موكل بفضاء الله يذرعه

كما يذوب ويتلاشى الشاعر رقة ووجداً وأسى وهو يحاول أن يستذكر بغداد التي فارقها والاسف يتوزعه أي توزع ففي هذه الابيات ثمة دهشة تأخذنا اليها حساسية الشاعر اللغوية التي تجاور المعنى والتحشيد الضخم والباذخ لجمال الصور التي تتخللها لحظات حقيقية صادقة هي من أكثر ما يحس به الشاعر ضمن سياقات الغربة وتداعياتها حين تبطش به وتجعله رهين تلك اللحظات التي تتعاضد مع الالم الشديد الذي يقتحم الشاعر، ولكن الهاجس الشعري لدى شاعرنا يتدارك الحواشي ليصل في نفس الوقت إلى مقاربات فهم ذلك المعنى الشاق المتعلق بسياقات الغربة لذلك أرى أن الشاعر في قصيدته هذه مؤهل لأن يصوغ لنا قراءته الخاصة لموضوعة الغربة بطريقته الشعرية فتلك الابيات من القصيدة اعلاه والابيات التالية تفصح عن هذه الحالة بمنتهى الوضوح ، لنتأمل ما يقوله :

استودع الله في بغداد لي قمراً
في الكرخ من فلك الازار مطلعه
ودعته و بودي لو يودعني
صفو الحياة و اني لا اودعه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى
و ادمعي مستهلات و ادمعه
لا اكذب الله ثوب الصبر منخرق
عني بفرقته لكن أرقعه
اني اوسع عذري في جنايته
بالبين عنه و جرمي لا يوسعه
رزقت ملكاً فلم أحسن سياسته
وكل من لا يسوس الملك يخلعه

إنها مرارة المعاناة اذن تلك التي تمكنت من الشاعر وهو ينأى عن مدينته بغداد فحق له إذن أن ينعي خطى الغربة التي لم تقده الا على التشتت والالم والحسرة وأخيراً اجترار الذكرى وتصعيد الندم والممارسة القسرية لموضوعة الصبر وترويضه على أن يستوعب طبيعة المحنة التي يحياها الشاعر حتى وهو يفتعل الاعذار والمبررات لما أقدم عليه خصوصاً وهو ينشد في هذه الابيات قائلاً :

بالله يا منزل العيش الذي درست
آثاره وعفت من بنت اربعه
هل الزمان معيد فيك لذتنا
أم الليالي التي أمضته ترجعه
في ذمة الله مذ أصبحت منزله
و جاء غيث على مغناك يمرعه
من عنده لي عهد لا يضيعه
كما له عهد صدق لا أضيعه
لاصبرن لدهر لا يمتعني
به و لابي في حال يمتعه

هكذا إذن ... وكيف لا يكون الامر كذلك والديار البعيدة هي الديار البغدادية والزمن المفارق هو الزمن البغدادي وكيف لا يكون الامر كذلك وكل من شرب ماء دجلة واستظل بنخيل العراق ظل الأمين للماء والشجر ... ثم ألم يقل المعري قبل قرون وقرون :

شربنا ماء دجلة خير ماء
و زرنا اشرف الشجر النخيلا

و هنا أيضاً لا نستطيع أن ننسى أو نهمل ما قاله الجواهري الكبير وهو يتغزل بدجلته رغم كل المسافات والفواصل الطبيعية والمصطنعة مردداً:

يا دجلة الخير يا من ظل طائفها
عن كل ما جلت الاحلام يلهيني
لو تعلمين بأطيافي ووحشتها
وددت مثلي لو أن النوم يجفوني

و حتى لو بدا لنا هذه الايام أن المسافة ما بين بغداد وبيننا بالمعنى الجغرافي طويلة جداً فأن مساحة الشعر ــ قصيدة ابن زريق نموذجاً ــ توحدنا معاً خصوصاً حين تخاطب ما فينا من حنين مشترك إلى شارع من شوارعها أو مقهى من مقاهيها بحيث يتحول الوهم الذي قد يتلبسنا إلى ضرورة تحل محل الواقع الكونكريتي الذي نحياه ، لأن وطن القصيدة ليس افترضياً بل حقيقة تتجسد من خلال الكلمات التي تقترحها علينا تلك القصيدة وتسحبنا إلى داخل ذاتنا لنحصل حتى ولو على فتات وطن هذه هي أحد اشكال النسيان/ التذكر المؤقت حين تخترقنا الغربة ويحولنا المنفى إلى صبية ضائعين في غابة موحشة

hg hg
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسان الانباري
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى
حسان الانباري


ذكر عدد الرسائل : 654
hguvhr : 0
تاريخ التسجيل : 02/12/2007

شعر يغدادي Empty
مُساهمةموضوع: رد: شعر يغدادي   شعر يغدادي Emptyالثلاثاء أبريل 08, 2008 9:48 am

مشكوووووووووووووووووور ومنتضرين جديدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hassan.forumn.org
ايمن العبيدي
المراقب العام للمنتديات
المراقب العام للمنتديات
ايمن العبيدي


ذكر عدد الرسائل : 449
hguvhr : 0
تاريخ التسجيل : 03/12/2007

شعر يغدادي Empty
مُساهمةموضوع: رد: شعر يغدادي   شعر يغدادي Emptyالثلاثاء أبريل 15, 2008 10:24 am

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووور بارك الله بيك وننتضر جديدك


iraqe iraqe iraqe iraqe iraqe iraqe iy6
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شعر يغدادي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أنبــــــــار ألحب :: الادبيـــــــــــــــــــــه :: منتدى الشعر البغدادي-
انتقل الى: