الناووس والعودة الى الميثوس
قد تجد وانت تطالع رواية عراقية عنوانها الناووس لمؤلفها سلام نوري والصادرة عن دار الشؤون الثقافية بغداد
عدة ثيمات تتداخل معا لتشكل ثيمة رئيسية تمتزج فيها الرؤى ويغيب الزمن في اصوات ابطالها الرئيسيون برخيا الابن اللقيط الذي وجده الجد على دكة الباب الرئيس والذي تتمحور القصة الرئيسية حوله اذ يورث ثروة الجد لكن بشروط وامتحان روحاني يتعلق باكمال مشوار طويل من الغور في عمق التاريخ والبحث في مكنوناته من حيث الحياة الاخرى المتمثلة بالغيب والخوض في اقسامه العلوية والسفلية والطلاسم والبرهتيات والاقسام الروحانية ممتزجة معا في تشكيل مثيولوجي يمتد الى ابعد نقطة لحياة الميثوس والتمثل بالالهة والحضارة الغبشية الحضارة البدئية عبر متخيل سردي وظفه سلام نوري بخطاطة توحي لمن يقراها انه صنيعة حضارة سومرية رطبة وكاننا امام لوح حياتي من ملحمة جلجامش ولكن بثوب اخر معاصر ولا اعني هنا التناص بل بالروح والخصوصية التي تحيط بكل مامن شانه ان يورثنا ذلك العمق التاريخي وانبعاث قوى الغيب لتقود العالم من جديد وايمانا بالمعجزات وكان المؤلف هنا يستقرا ما سيحصل في تاريخ العراق من تغيير وخلاص ولكن بالترميز حيث انبعاث روح داميديا وتوما الارواح المحتجزة في رقعة الشطرنج والافعى ومدلولها حيث العالم الرديء والحاكم ( اويكا) كبير السحرة وقلعة ارام ؟
كلها رؤى واضحة تشير الى العراق وحتى احداث الروايه وامكنتها (الموصل) لما لهذه المدينة من جذور تاريخية ترتبط كغيرها من مدن العراق براهنية الحدث والتغيير والخلاص
اما اللغة الروائية فقد اظهر سلام نوري تفرده في بعث خصوصية تتماهى ومشروعه الروائي الذي دعاني للعودة من جديد وقراءته والسفر مع عوالمه على مدى 117 صفحة من القطع المتوسط تذكرني بجيل الشباب في كتابة ورسم صورة المشهد الروائي الجديد وتاكيد خصوصيته
