ففي صرعى الحب يقول :لا تعــذل المشتاق فـي أشواقه *** حـتى يكـون حشاك في أحشائه
إن القتيـل مضرجـا بدموعـه *** مثـل القتيـل مضرجـا بدمائه
ويقول فيما عاناه من نوائب الزمان:لم يـترك الدهر في قلبي ولا كبدي *** شـيئا تتيمه عين ولا جـيد
يا ساقيي أخمر فـي كئوسكما*** أم في كئوسكما هم وتسهيد
أصخرة أنا ما لي لا تتيمني *** هـذي المدام ولا تلك الأغـاريد
إذا أردت كـميت اللون صافية *** وجدتها وحبيب النفس مفقـود
وفي العفة مع الحبيب يقول:وأشنب معسول الثنيات واضح *** سـترت فمي عنه فقبل مفرقي
وأجياد غزلان كجيدك زرنني *** فلم أتبين عاطلا مـن مطوق
وما كل مـن يهوى يعف إذا خلا *** عفافي ويرضي الحب والخيل تلتقي
وفي وداع الأحبة يقول:ولم أر كالألحاظ يـوم رحيلهم *** بعثن بكل القتل مـن كل مشفق
أدرن عيونا حائرات كأنها*** مركبة أحداقها فوق زئــبق
عشية يغدونا عن النظر البكا*** وعـن لذة التوديع خوف التفرق
وفي آلام الحب والهوى يقول:أرق عـلى أرق ومثلي يأرق *** وجوى يزيد وعــبرة تـترقرق
جهد الصبابة أن تكون كما أرى *** عين مسهدة وقلب يخفق
ما لاح برق أو ترنم طائر *** إلا انثنيت ولي فؤاد شيق
جربت من نار الهوى ما تنتطفي *** نار الغضى وتكل عما تحرق
وعذلت أهل العشق حـتى ذقته *** فعجبت كيف يموت من لا يعشق
وعذرتهم وعرفت ذنبي أنني *** عــيرتهم فلقيــت فيـه مـا لقـوا.
وفي مفارقة الأحباب يقول :لولا مفارقة الأحباب ما وجدت *** لها المنايا إلى أرواحنا سبلا
وفي أهل العزم يقول:على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها *** وتصغر في عين العظيم العظائم