وددتك
وددتك ِ بين الساعدين ِ ، يرفُّنا
أتيُّ من الريحان ِ، أنفاسُه ُ جَهْرُ
ويرمقُنا رهوُ الماء ِ وشارد ٌ
من البرق ِ في كفـّيهِ ما يطلبُ الحرُّ
نغنّي وقد أرخى الأصيلُ برودَه ُ ،
نقول سلاما أيّها العشبُ والنهرُ
سلاما زمان الجوع ِ ، إنّك َ هاربٌ
هربت َ من الآهات ِ إذ خانك الصبرُ
سلاما ًصبايا الريفِ ها هو مرجُنا
تعرّى من الأشواك ِ، ها هو يخضرُّ
تعالـَيـْن إنّ الشوقَ للنور عارم ٌ ،
تعالـَيـْنَ إنّ القيدَ من خجل ٍ يذرُ
لنا الصُورُ السمحاءُ نغرفُ صيبَها
وتنهضُ فينا ديمة ضحكها خيرُ
وددتك ِ قربي والملايينُ جذلة ٌ
نساورُ هذي الأرض َ ، آلامها كُثــْرُ
فمن نحن غيرُ الأرض ِ في شكل ِ عابر ٍ
إليها يعود الخفقُ قد هدَّهُ السيرُ
إليها يؤوبُ الظاعنون َ تزفُّهمْ
مواكبُ أمس ٍ ليس من طبعه ِ الكرُّ
بثينُ وهذي الأرضُ من ألف حجّة ٍ
تعاني وملُْ العين محترَقٌ ذُعـْرُ
تطاولها الأغلالُ من كل ِّ جانب ٍ
وأغلالـُها نخبٌ وفحواهمُ شرُّ
هم السالبونَ الطيفَ من جفن ِ حالم ٍ
هم القاتلون الشمس كي يضحك الوَعـْرُ
بثينُ وهمْ غيظ ُ الحروب ِ يروون -
بابها سلـّما ً يجثو له المجدُ والتِبـْرُ
ليقتلعوا أحجار بيتي ومنجلي
ليقترحوا كونا ً وكلكله ُ مرُّ
ولو عرف الأنسانُ ضيقَ زمانـِهِ
لراودهُ شك ٌّ بما يجلبُ الوفـْرُ
بثينُ وما فارقتُ دارَك ِ رغبة ً
ولكن عشقتُ الشمس والليلُ يَغـْبـَرُّ
أردتُ خروج َ الناس ِ من ظل ِّ غيرهم ْ
لعلهمُ يدرون أنْ لهمُ وَطـْرُ
وتسألني نفسي بأن أرتضي الأسى
فهذي الدنا إن ثرتَ أنيابها صَقـْر