ثالثاً : أطلق عنانها
***
موسومة بك نفسي وأنت لها حبيب
فما حوى مثلك بيتا أو قلوب
لو ألزمت فأنت لها الندى
وأنت، أنت النسيم الأريب
اخضرت بك روحي فجاشها حز
بنا وكان الغصن فيها رطيب
وسهامٌ ندمي عيون العدى
لشعبنا تتسامى منه الطيوب
فليس يشفي العلاج مقلوب
بل بيض النصال هي الطبيب
نعب الغراب فأجابته ظربا
وكل عن ديار العز غريب
نصبوا الفخاخ فسروا بها
بين عائب فيهم ومعيوب
وبين متكبر ليس سوى جفاءٌ
وهو ليس إلا بها مغلوب
نكسرها وقد أكل الصدأ حديد
ها كمذنب تأكل ناصبها الذنوب
ما انكسرت بل اشتدت نفوسنا
تعرفنا أو تظلم بها الدروب
يا سامعي بلغ إذا بلّغت صادقةً
بصدورنا وليس في العزم الندوب
فما وهنـّا ونزيد الكيل مضاعفةً
في موقف العز النفوس تطيب
وتعسا أخرى ما الفت معاليها
ولا في ذراها ألف يستطيب
نهازون للفرص ليس اقتحاميون فيها
بين جليب مرفوضٌ و مغطا مجلوب
زجوا نفوس غائبة في بحرنا
ومن يقتحم بحرنا عنوه نحيب
وها قد كشفنا للذئاب صدورنا
ليس يرجفنا دابٌ او دبيب
نلاوي العاليات ونلويها بإذنه
فكيف لو كان بنائهم خريب؟
يخزيهم الباري وينصرنا بها و
يصطفي من حولنا وفي الصدور لهيب
نراها خضراء وإن هي هببت
فتسبل ويغرد بها العندليب
تسابقت خيولنا وخيول العدا
فطاشت سهامٌ وأخر منا تصيب
أطلق عنانها تصهل بها خبباً
ليس إلا بها القلوب تطيب
أيا شعباً ما خابت أمالك فينا
وحزبك في الملمات نقيب
وجيشا ما انثنت عن العدا بنا
دقه لو غاب العدو وليس عنها يغوب
من أجلكم وامتنا روحي فدائاً
ما خسئت في الصعب دمانا شخوب
وإذ نقدم ليس لنا التواءً
منا و منكم في الأعداء نجيب
أي منكم كأنه من دمائي
أصيل في مغبر الأيام ضروب
***